أعدلي حريتي
صفحة 1 من اصل 1
أعدلي حريتي
أحس معك بأني لست كأي إنسان عادي أوصلتني حبيبي إلى الكمال في خيالي عشت حبك و في الدنيا عشت قربك عصري تُرِخَ بوجودك سمي بعصر الحب المجنون سمي بعصر اكتشاف الفنون فن الهوى فن الإحساس فن العشق فن الحب فن الغرام يا حبيبي صدق هذا الكلام لأني والله أذوب في هواك أعشق كل ما فيك يا ملاك أحبك هي البداية و هي النهاية هي كل الدنيا تتجسد حياتي بحبك تنتهي بانتهائه و تطول بوجوده هذا الكلام جزء مما كان جزء من غرامنا جزء من كلامنا جزء من أحاسيسنا كان عشقنا عشق خارق لقوانين الهوى أسسناه بنيناه حصناه كما تحصن القصور زيناه بأجمل إحساس و شعور زيناه بالأمان بالحنان بكل ما كان من هوى و عشق و لكن للأسف انتهى بيننا كل شيء انتهى حبنا الكبير و دمر لأننا من البداية لم نكن لبعض كل شعور عظيم كان يربطنا دمرته الغيرة فرقت العشاق حكمت علينا بالفراق الشك و الخيانة أنهيا الصبر خلصا عليه كان لي كل شيء و بات مع الأيام لا شيء كم أتمنى لو أنني أستطيع وصف أول لقاء أول شعلة من شعل الأهواء من أوقدها لا أعلم كان كل شيء في ذلك اليوم جميل السماء مضيئة الشمس منيرة و الدنيا بهية كأن عيوننا فتحت لنا التاريخ دخلنا دولة الحب و عشنا فيها أعوام بعد أعوام أيام تجري وراء أيام رغم كل آلامه رغم الجراح كنت بحبه أعيش في براح رغم الغيرة و الشك و الجنون لم أجرحه لم أخونه لم أخون استمرت بنا الحياة إلى أن قرر يوما السفر قرر أن يعيش في الخارج و لكن قبل سفره سجن قلبي قيدني فرض علي أحكام صعبة فرض علي البقاء أسيرة وسط الجدران المخملية في عش الزوجية و فرمانته أنهت الحرية يمنع يمنع يمنع حتى باتت الحياة ممنوعة و بسبب عشقي المجنون له استسلمت لقراراته لقد منعني من الحياة و كأنه اشتراني أخذ معه حريتي و قلبي و حناني و تركني وحيدة للجدران لعبة يتسلى بها الحرمان و رضيت بالقضاء و القدر آمنت به و قلت عسى أن يتبدل الزمن عسى أن يدرك حبيبي أن لكل شيء ثمن و لكني انتظرت كثيرا و لم أخرج من السجن لم يحكم القاضي ببراءتي أيام تجري و أنا أنتظر متى يا حبيبي سترجع لي حريتي انتظرت و طال بي الانتظار و لكن الحرية أبت العودة يئست من طول الانتظار يئست حتى من الحرية أمنت بأنه حكم علي بالقيود الأبدية إلى أن باتت قوانينه أشياء اعتيادية و الذي صبرني أكثر ظهور من لم أتوقع ظهورها صديقة طفولتي صديقة عمري التي كانت لي في الصغر كل الناس لكن لعب معنا الزمن لعبته و فرقنا عودتها إلى الوطن بعد سفر عشرين عاما أمر غريب و حنينها لذكريات الطفولة أغرب عادت تسأل عني عادت تبحث عني و استدلت على عنواني بمساعدة أصدقاء مشتركين أتذكر لقاءنا بعد كل هذا الغياب كان لقاء رائع يستحق فعلا أن أطيل في وصفه كل هذه الإطالة في ذاك اليوم التاريخي في حياتي رن جرس الباب لم أكن أفتح الباب لأحد أبدا حتى لا أخون قيود زوجي و حتى لا أكسر كلامه فظهور رجل بوجهي و رأيته لي تعني مصيبة و فضيحة في قوانينه رن جرس الباب طويلا لم يكن في البيت أحد غيري و رغم أني لم أعتد الزيارة المفاجئ إلا أني كنت أحس بشعور غريب فرحة و رهبة في آن واحد أسرعت إلى الباب أفتحه و أمعنت النظر بضيفتي المفاجئة في بادئ الأمر خيم الصمت علينا هممت بأن أسألها من تكون لكنها باغتتني بالإجابة و كأنها قرأت أفكاري قالت لي : صداقة عمر لم ينهها فراق عشرين سنة ما أعجبك يا زمن و ما أغرب حالك نعم نعم يا سبحان الله كم هي غريبة الدنيا هي بعيونها الساحرة بروحها بطفولتها بجرأتها هي هي صديقة عمري أسرعت إليها عانقتها بصمت يا لله ما أجمل الرجوع إلى الذكريات ما أجمل العودة إلى تلك الأمسيات طال وجودها في أرض الوطن و كثرت زياراتها لي و خصوصا بعد أن علمت بظروفي لامتني كثيرا على استسلامي و طيبتي الساذجة الطفولية لازلت أحب حتى الجنون و أضحي بكل شيء حتى أرضي حبيبي كانت دائما تحاول أن تقنعني بهجره بتركه لكنني كنت أرد عليها بأنه حبيبي و والد أولادي فكيف أدعه و فؤادي لم يدق لغيره فؤادي أخبرتني أنها تزوجت في الغربة و لكن القدر لم يمهلهما و توفي زوجها قبل أن تنجب منه ثم تزوجت مرة أخرى من رجل تهواه و يهواها بجنون و أخبرتني أن زوجها كان من مدة وجيزة و أن زوجها من ربوع الوطن لقد أنستني بوجودها كل الجراح أنستني أتعاب الدنيا و أحسست بوجودها بمعنى الأفراح حياتي تغيرت بها و لكن القدر شاء أن يلعب لعبته معنا مرة أخرى و عاد زوجي في إجازة ألهاني رجوعه عن صديقتي فاتصلت تعاتبني و طلبت منها أن تزورني لأعرفها على زوجي ضحكت لأنها كرهته بسبب ما يفعله بها و لكنها وافقت و جاء اليوم الموعود و اجتمعنا أنا و هي و هو و لكنه كان يوم التعاسة انصدمت بتصرف صديقتي عندما عرفتها على زوجي صرخت به تشاجرا استغربت معرفتها المسبقة به و معرفته بها إلى أن توضحت لي الأمور و يا ليتها لم تتوضح أهذا يعقل كيف يكون هو زوجها و زوجي في آن واحد ما بالك يا قدر لماذا تصر على ذبحي على تقطيع فؤادي هو هو حبيبي هو هو بلادي و لكنه الآن خائن كاذب مخادع علقني بحبه أعوام سجنه بسجنه أيام و أيام رضيت بعذابه رضيت بأن أبقى للأحلام لكنه باع الغرام خان الهوى كذب بالكلام و ياليته لم يخني معها ياليته أدرك أنها حبيبتي هل هو خائن أم أنهما خائنان و ما ذنبها هي إن كان هو غدار غريبة حالك يا دنيا كيف كشفه القدر كيف أظهر لي كذبه لقد انتهت قصتي و لكني لا أعلم في الحقيقة أيا كانت النهاية عندما تركته و تركته هي أيضا و رجعنا أصحاب أكثر من الأول أم عندما اكتشفت أن الحرية أثمن من أي شعور في الدنيا حتى الحب و الأهواء و العشق و كل شعور تافه و هذه هي رسالتي إلى كل امرأة عربية لا ترضي بأسر الحرية و لو على حساب المشاعر الغرامية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى